الاحتياجات الإرشادية لأسر الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة

الإرشاد الأسري لذوي الاحتياجات الخاصة :
لاشك أنه عندما ينجب الوالدان طفلاً غير عادي ، يمران بسلسلة من الأزمات وردود فعل لم يتوقعاها أبداً ليسا مهيلين لها ولسوء الحظ فإن أسر هؤلاء الأشخاص يوجه عام والوالدين يوجه خاص غالباً ما يعانون لأن حاجتهم النفسية والانفعالية لا تلبى بطريقة مناسبة ، وأعضاء الفريق العامل وبخاصة المرشدون وأخصائيو العمل الاجتماعي والأطباء والممرضات والمعلمون، يجب أن يعملوا على مساعدة الوالدين على التكيف مع درجة الأزمة غير المتوقعة .

o ماذا تقصد بالإرشاد الأسري؟
تعتبر خدمات المرشد المتخصص ذات فائدة للآباء ولذوي الحاجات الخاصة وبقية أفراد الأسرة المعنيين وبطلب الآباء عادة المساعدة من أجل التكيف مع إحدى الصعوبات الجسمية المعنية أو الوضع الانفعالي أو ربما مع الحياة الأسرية غير المندمجة نتيجة للضغوط المترتبة على العناية بالشخص المعوق. ويمكن أن يكون المعوق أيضا بحاجة أكثر إلى المساعدة من تلك المتوفرة ضمن الأسرة ومن ثم يمكن إن بتطلب مساعدة المرشد له وغالباً ينزعج الإخوة داخل الأسرة بسبب توجيه الوالدين لاهتمامهم وتكريس أوقاتهم للعناية بالشخص المعوق ، وفي هذه الحالة قد يكون هؤلاء الأخوة أيضا بحاجة إلى خدمات تفي باحتياجاتهم الإرشادية . إن المرشد المتخصص يستطيع في مثل هذه المواقف أن يساعد في تقديم التوجيه والتوصيات وتحويل الحالات إلى الخدمات المناسبة ومساعدتهم في الحصول على الإعانات المالية ، وبواسطته تقديم إرشاد التوجيه الشخصي أثناء فترات الضغط الناتجة من جراء تلك الظروف التي تواجه الوالدين أو الأسرة ككل .

o تعريف الإرشاد :
قام ستيوارت بوضع تعريف يناسب الخدمات الإرشادية التي تقدم للأشخاص ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم ، حيث أشار إلى أن الإرشاد هو علاقة مساعدة بين شخص متخصص ذي معرفة وبين والدي طفل غير عادي للعمل نحو الفهم الأفضل لهمومهم ومشكلاتهم أو مشاعرهم الخاصة (الفريدة ) وهو عملية تعليمية تركز على تحفيز وتشجيع النمو الشخصي للوالدين الذين تم مساعدتهم في الكسب والنمو والاستفادة بالمهارات والاتجاهات الضرورية للقرار المرضي فيما يتعلق بمشكلتهم أو همهم ، والغرض من تلك المساعدة هو جعلهم أفراداً فاعلين بشكل تام ونافعين لطفلهم كأعضاء لوحدة أسرية متكيفة .

o خطة الإرشاد :
هناك ست خطوات فعلية يمكن أن يكون لها دور في وضع خطة لإرشاد أسر الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم على التكيف .
1. مساعدة الوالدين للنظر إلى الشخص المعوق والإعاقة بصرية موضوعية يقدر الإمكان .
2. مساعدة الوالدين على فهم ما هو محتمل أن يكون سلوك الشخص المعوق في المستقبل .
3. مساعدة الوالدين في التعلم والتعرف على الأساليب على التأقلم مع الشخص المعوق .
4. مساعدة كافة أفراد الأسرة بمن فيهم الإخوة على الفهم بان الشخص المعوق لديه نفس الاحتياجات التي لديهم مثل الاحتياجات الجسمية والترفيهية والتربوية.
5. مساعدة الوالدين على التعلم والتعرف على كافة المصادر المتوفرة في المجتمع .
6. مساعدة الوالدين على الاستمرارية في التعقب أو اقتفاء أثر التحسن لدى الشخص المعوق نحو الأهداف الفرعية التي يجب وضعها من أجل تأسيس جهد الحوار و الوالدية .

o المهارات الأساسية المطلوبة لإرشاد اسر ذوي الاحتياجات الخاصة :
ينبغي أن لا يكون الإرشاد المقدم للآباء وبقية أفراد الأسرة للتطرق إلى تغيير الشخصية ولكن لمساعدتهم بان يمارسوا حياتهم كبشر بصورة أفضل في التكيف مع المتطلبات الإضافية للعيش مع الشخص ذي الإعاقة . ولكي يتم تقديم الإرشاد الفاعل والداعم لهؤلاء الآباء يحتاج المتخصصون المهنيون للمعرفة والاتجاهات والمهارات المحددة في هذا المجال .
أ‌) المعرفة :
يجب على المهنيين أن يتميزوا بالمعرفة التامة في كثير من المجالات . فأولها يجب أن يكون لديهم فهم جيد عن النمو والسلوك الإنساني لكي يدركوا ماذا يكمن و رآه السلوك الطبيعي وماذا يؤخذ في الاعتبار على أنه سلوك غير طبيعي لدى الآباء وبقية أفراد الأسرة ويجب أن يكون لديهم الوعي فيما يتعلق بالآباء والإخوة وبقية أفراد العائلة الممتدة ، وكيف يستجيبون للإعاقة ، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على ديناميكية الأسرة ككل وما ينبغي لهم أن يكونوا عليه من وعي تام للمدى الواسع من المشاعر الوالدية التي يمكن أن يستفيدوا منها من خلال خبراتهم ، وعلى المهنيين أيضاً أن يتميزوا بالمعرفة الجيدة عن أنفسهم ويتضمن ذلك من جوانب الضعف والقوة فيما يتعلق بالإرشاد وبحاجة إلى أن يكونوا على وعي تام بقيمهم وعلى وجه التحديد أي نوع من التحيز؟؟ وعليهم أن يعرفوا ما هي الخدمات المتوفرة للمعاقين والآباء ، وأخيراً يجب أن تكون لديهم المعرفة الجيدة عن عملية الإرشاد وطرقها المختلفة وكيف يمكن من خلالها التأثير على الآباء .
ب‌) الاتجاهات :
يعتبر كل من الأصالة ( المصداقية) ، الاحترام ، والاعتناق ( التقمص العاطفي ) من أهم الاتجاهات التي يحتاج إليها المهنيون لكي يرشدوا بها الآباء بشكل فاعل ، بالإضافة إلى ذلك عليهم أن تكونوا مهتمين بالآخرين ، ويكسبوا الرضا بما يقدمون من مساعدات ، وعليهم أن يؤمنوا بأن الآباء تتوفر لديهم المصادر التي تكمن بداخلهم لفهم مشكلاتهم ، ويكيفوا سلوكيهم من أجل تحقيق أهدافهم .
ج ) المهارات :
من المفترض أن تكون مهارات الإرشاد المطلوبة من قبل المهنيين هي تلك المرتبطة بحل المشكلات من نمط الإرشاد النسائي ويقترح احد الباحثين نموذجاً للإرشاد ذا ثلاث مراحل : الإصغاء ــ الفهم ــ تنظيم العمل ( النشاط ). إن ما يحتاج إليه المهنيون الذين يعملون مع آباء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة هو تلك المهارات الإرشادية الواقعة ضمن النموذج السابق والذي من أن يتم استخدامه بجانب تلك الخبرات التي يتصف بها الأخصائيون في مجالاتهم المختلة . إن الأساس المنطقي لاستخدام هذا النموذج يعتد على الفكرية بأن أي مشكلة أو اهتمام يعرضه الآباء على الأخصائيين في عملية الإرشاد ، ومن الممكن أن يتم التعامل معه من خلال المراحل الثلاث النموذج وذلك لمساعدتهم في البحث عن أنسب الحلول لأسرتهم .

o إرشادات لأولياء الأمور:
من أجل أن يستطيع أولياء الأمور العمل مع طفلهم بنجاح فمن المهم مساعدتهم في فهم وأتباع الإرشادات التالية :
1) امتدح نجاح طفلك والأشياء التي يعملها بشكل صحيح حتى ولو كانت صغيرة إن الثناء ( ( praise يشتمل على العاطفة الجسمانية ( physical affection) كالتربيت على الكتف والحضن بالإضافة إلى كلمات الثناء .
2) أعمل على تصحيح طفلك بطريقة غير مباشرة ، كلما كان ذلك ممكنا ، وذلك عن طريق تعليمه كيفية عمل الأشياء بطريقة صحيحة : مثلا بدلا من أن تصحح الطريقة التي يتحدث بها الطفل عن بعض الأشياء وذلك يقولك هذا خطا وقلها بهذه الطريقة ينبغي أن تقول بشكل صحيح ما تود لطفلك أن يحاول قوله .
3) تكلم بوضح وبصوت عادي ، ذلك أنه من غير الناضج Imma ture child ) ) بطريقة تحدث طولي أو تصرخ على الطفل الذي لديه إعاقة في السمع hearing impaired ) )
4) استخدام أكثر من طريقة ، كلما كان ذلك ممكنا، للتحدث مع طفلك عن أشياء خاصة مع الأطفال الذين لديهم مشكلات لأن حاسة أو أكثر لديهم ربما تكون معتلة .
5) التزم بشكل ثابت بما تقول وما تعمل في ظل القواعد التي تطلب من طفلك أتباعها.
6) أعط طفلك الملاطفة الجسمانية physical love)) والدعم ( مثل التربيت على الكتف ) ، لأن الأطفال الصغار ، وخاصة ذوي المشكلات قد لا يستوعبون الكلمات وحدها .
7) أعمل على توفير خيرات متنوعة مظهراً وموضحاً الأشياء يقدر الإمكان .
8) عندما لا تنجح طريقة ما لمساعدة طفلك لكي يتعلم ، فحاول تجريب أساليب أخرى .
9) خاطب طفلك بطريقة عادية خلال اليوم كما كنت تتحدث لصديق وخصص قدراً بسيطاً من الوقت من 5ــ15 دقيقة لتعليمه نشاطاً ما وذلك عندما تكون أنت وطفلك في حالة استرخاء وعدم اندفاع .
10) في جميع الأحوال ، عليك أن تخاطب وتعامل طفلك بنفس التقدير والاحترام الذي تعامل به أصدقاءك .
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق